يُتوقع لشركة أميركية جني أرباح طائلة من تسويقها «ويسكي» خال من الكحول ولكن باللون والطعم والنكهة نفسها خاصة في الدول الدول الإسلامية والعربية بعد طرحه عالميا بداية الشهر المقبل. لكن شركات إنتاج المشروب الشهير الاسكتلندية تنظر الى المشروع بقلق وغضب.
صحتك.. مذاق متميّز وبالمسرّة الحلال
تنظر دور تقطير الويسكي الاسكتلندية بخليط من القلق والغضب الى إعلان شركة أميركية نيتها البدء في غزو الأسواق العالمية بنسخة من المشروب الشهير خالية من الكحول سُمّيت فورا في الغرب «الويسكي الحلال».
وتقول «سكوتيش سبيريتس»، وهي الشركة الأميركية التي تتخذ من فلوريدا مقرا لها، إن الويسكي الجديد المسمى ArKay «آركيه» وهي كلمة مركبة من الحرفين R - K (وتشبه في الصوت كلمة «عرق» رغم أن المنتجين لا يشيرون الى مغزى التصادف) سيكون متوفرا للجمهور ابتداء من أول ديسمبر / كانون الأول المقبل.
وبما أن «آركيه» خال من الكحول فسيكون موجها للجميع خاصة اولئك الذين يتوقون لتذوق طعم الويسكي المتميز لكنهم يمتنعون عن تناوله لأسباب تتعدد مثل الدواعي الصحية أو قيادة السيارة بدون انتهاك للقانون أو الآثار الردئية التي يصحو بها المرء بعد ليلة سكر.. أو - بالطبع - المحظورات الدينية.
ولا يخفي صّناع هذا «الويسكي الحلال» أنهم يتطلعون الى أرباح طائلة وراء تسويقه في الدول الإسلامية والعالم العربي وخاصة دول البترودولار. ونقلت الصحافة البريطانية عن مسؤولي الشركة قولهم إن هذا المشروب «السحري» الجديد لا يختلف عن الأصلي - وإن كان تقليدا له - في أي شيء بخلاف انه لا يحتوي على الكحول. فهو يتمتع بنفس اللون والطعم والنكهة.
لكن ناطقا باسم شركات التقطير الاسكتلندية (مخترعة المشروب الذي يعتبر مؤسسة قومية في بريطانيا) صب جام غضبه على المشروع قائلا إن «من المستحيل إنتاج ويسكي بنفس اللون والطعم والنكهة وخال من الكحول في الوقت نفسه». وأضاف قوله إن الشركة الأميركية «تستغل السمعة العالمية العالية التي اكتسبها الويسكي للقيام بحملة تسويق غير مسؤولة على ظهر أحد أكثر المشروبات الكحولية شهرة في الدنيا بأركانها الأربعة».
ويذكر ان الويسكي - تبعا لتعريف الصحافة البريطانية - مشروب بسيط يتألف أساسا من الماء والشعير الذي يجد الظروف المناخية المثالية لنموه المعافى في البلاد الباردة ذات مواسم الصيف المطيرة، كما هو الحال في اسكتلندا. ولكل مصنع للتقطير إنتاج متميزيصبح حكرا له بفضل الطريقة التي يجفف بها الشعير في أفران خاصة، وأيضا تبعا لعملية «التقادم» التي يخضع لها على مدى سنوات في براميل مصنوعة من خشب البلوط.
ورغم أن شركة الويسكي الجديد «آركيه» أميركية، فهي تنتجه بمصانع للتقطير في بنما، عن طريق إضافة عدد من المواد الكيماوية ومواد التلوين والنكهة. وسيأتي مشروبها إما في علبة (تباع بنحو 7 دولارات) أو قنينة (نحو 17 دولار).
وقال الناطق باسم الشركة: «تصور أن بوسعك الاستمتاع بطعن الويسكي ونكهته خلال سهرة مع الأصدقاء أو حفلة ما بدون أن يساورك القلق بشأن قيادة السيارة. هذا الويسكي خال تماما من الكحول (صفر في المائة)، لكنه لا يختلف عن الأصلي في أي شيء آخر. ولهذا فيمكن تناوله بأي كمية وفي أي وقت مثل بقية المشروبات المنعشة».
وأضاف قوله: «لهذا السبب فهو يناسب بشكل خاص اولئك الذين يريدون الاسمتتاع بمشروب خاص لكن تناول الكحول يتعارض معهم لمختلف الأسباب مثل الحالة الصحية أو التعاليم التي تحظر تعاطيه في بعض الأديان».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق