أثارت حادثة إضرام 5 شبان مغاربة النار في أجسادهم، احتجاجاً على بطالتهم بالرغم من حصولهم على شهادات جامعية عليا، جدلاً ونقاشاً على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بين مؤيدين لفعالية مثل هذه الخطوة الاحتجاجية ورافضين لها لاعتبارات دينية بالأساس.
وأكد الأكاديمي المغربي المختص في الفقه الدكتور عبدالسلام بلاجي لـ"العربية.نت" أن مثل هذا الجدل والاختلاف في الآراء يحسمه الرجوع إلى الجوانب الشرعية والفطرية والعقلية والحقوقية التي تجعل من قضية إشعال النار في الذات أمراً غير مقبول، ولا يليق بأي شخص مهما تجاذبته صعوبات الحياة ومشكلاتها العويصة.
وأكد الأكاديمي المغربي المختص في الفقه الدكتور عبدالسلام بلاجي لـ"العربية.نت" أن مثل هذا الجدل والاختلاف في الآراء يحسمه الرجوع إلى الجوانب الشرعية والفطرية والعقلية والحقوقية التي تجعل من قضية إشعال النار في الذات أمراً غير مقبول، ولا يليق بأي شخص مهما تجاذبته صعوبات الحياة ومشكلاتها العويصة.
شجاعة أم تهوّر
وتزايد النقاش أخيراً على صفحات موقع "فيسبوك" بخصوص حوادث إضرام بضعة شباب متعلم وعاطل عن العمل النار في أجسادهم عمداً من أجل إثارة الانتباه إلى أوضاعهم الاجتماعية والنفسية المزرية، حيث ساندت أقلية من المعلقين هذه الخطوة الجريئة، فيما ندد الكثيرون بسلوك خطير يهدف إلى إنهاء إنسان عاقل حياته بيديه دون وجه حق.
وقال أحد المؤيدين لفكرة إضرام النار، يدعى يوسف ناجي، إن الإقدام على إشعال النيران في أجساد المحتجين بمثابة خطوة شجاعة من أجل الضغط بقوة على الحكومة الجديدة حتى تستجيب وتنظر في ملف بطالة أصحاب الشهادات العليا بجد ومسؤولية، ولتحويل وعود الحكومات السابقة إلى واقع ممكن.
وأردف معلق آخر أنه لابد من التضحية بالذات الفردية من أجل الخلاص الجماعي، فإشعال النار في أجساد 3 أو 5 شبان يشكل كارثة شخصية وعاطفية بالنسبة لعائلاتهم، لكنه قد يصبح طريقاً مُعَبدة وسالكة لإيجاد حل شامل لملف بطالة أصحاب الشهادات في البلاد.
وفي الجهة المقابلة، تساءل ناشط على "فيسبوك" معارضاً فكرة إضرام النار في الجسد من أجل الشغل، كيف لمن لا يعمل على صيانة كرامته وصحته أن يحافظ على صحة وحياة الآخرين، مضيفاً أنه ليس ضد مطالب هؤلاء الشباب الغاضب، ولكن ضد إسناد مصالح المواطنين لمثل هؤلاء الذين أفسدوا حياتهم قبل حياة الآخرين.
وأعربت معلقة أخرى على "فيسبوك"، تدعى مريم يوسفي، عن استغرابها من الشاب الذي ظهر في مقطع الفيديو، وهو يضرم ناراً في جسمه، ويصرخ "بسم الله"، متسائلة بالقول: "هل يظن أنه سوف يموت شهيدا؟ هل نسي الآية القرآنية: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة إن الله كان بكم رحيماً)، و(ولاَ تقتلوا أَنفسكم إِن الله كان بكم رحيماً).
وقال أحد المؤيدين لفكرة إضرام النار، يدعى يوسف ناجي، إن الإقدام على إشعال النيران في أجساد المحتجين بمثابة خطوة شجاعة من أجل الضغط بقوة على الحكومة الجديدة حتى تستجيب وتنظر في ملف بطالة أصحاب الشهادات العليا بجد ومسؤولية، ولتحويل وعود الحكومات السابقة إلى واقع ممكن.
وأردف معلق آخر أنه لابد من التضحية بالذات الفردية من أجل الخلاص الجماعي، فإشعال النار في أجساد 3 أو 5 شبان يشكل كارثة شخصية وعاطفية بالنسبة لعائلاتهم، لكنه قد يصبح طريقاً مُعَبدة وسالكة لإيجاد حل شامل لملف بطالة أصحاب الشهادات في البلاد.
وفي الجهة المقابلة، تساءل ناشط على "فيسبوك" معارضاً فكرة إضرام النار في الجسد من أجل الشغل، كيف لمن لا يعمل على صيانة كرامته وصحته أن يحافظ على صحة وحياة الآخرين، مضيفاً أنه ليس ضد مطالب هؤلاء الشباب الغاضب، ولكن ضد إسناد مصالح المواطنين لمثل هؤلاء الذين أفسدوا حياتهم قبل حياة الآخرين.
وأعربت معلقة أخرى على "فيسبوك"، تدعى مريم يوسفي، عن استغرابها من الشاب الذي ظهر في مقطع الفيديو، وهو يضرم ناراً في جسمه، ويصرخ "بسم الله"، متسائلة بالقول: "هل يظن أنه سوف يموت شهيدا؟ هل نسي الآية القرآنية: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة إن الله كان بكم رحيماً)، و(ولاَ تقتلوا أَنفسكم إِن الله كان بكم رحيماً).
اليأس والأمل
وقال بلاجي إنه ينظر إلى هذه القضية تحديداً من جوانبها الفطرية والعقلية والشرعية، باعتبار أن الإنسان مفطور على حب الحياة، وهذه الفطرة تدفعه إلى التماس كل ما يؤدي إلى الحفاظ على الحياة، أما من الناحية العقلية فإن تدمير الحياة يرفضه العقل السليم.
وبيَّن أن الإنسان الذي يبدّد حياته شخص فاقد للأمل بالرغم من أنه من المفروض أن يكون الشباب مُفعماً بالأمل، وإلا ماذا ننتظر من فئات وأجيال أخرى غير الشباب. متسائلاً بدوره كيف يتسلم هذا الشباب زمام المجتمع وقيادته، وهو يعطي هذه الصورة السلبية عن نفسه من خلال إحراق جسده.
وأفاد أيضاً بأنه لا يليق شرعاً بشاب أن يستسلم مضحياً بحياته وروحه دون تقدير العواقب والمآلات، بينما ينتظر محيطه القريب أو المجتمع الذي ينتسب إليه أن يكون هذا الشاب رمزاً للنضال والمواجهة، فإذا به يُعدم نفسه بهذه الطريقة المجانية، على حد تعبير الأخصائي في الفقه.
وزاد بلاجي بالقول إن الجميع يتفهم الصعوبات التي يعيشها الشباب المتعلم والعاطل عن العمل، لكن ذلك لا يسوغ لهم أن يضحوا بغاية ومقصد من أهم المقاصد، وهو الحق في الحياة، موجهاً النداء إلى هذا الشباب بأن يعطي دروساً في الأمل للمجتمع الذي يحتاج إلى خدماته وحضوره.
وخلص إلى أنه ينبغي أن يتضافر الخطاب الثقافي والإعلامي والشرعي والحقوقي أيضاً، من أجل إكساب الثقة بنفوس الشباب وإرجاع الأمل في دواخلهم، موجهاً نداءً خاصاً إلى المنظمات الحقوقية التي مافتئت تندد بالقوانين التي تعدم الحياة حتى تهتم هي أيضاً بحالات هؤلاء الشباب الذين يعدمون حياتهم، بداعي اليأس من الحصول على وظيفة في القطاع العام.
يُذكر أن بضعة شباب مغاربة حاصلين على شهادات عليا أحرقوا أجسادهم بعد أن أعيتهم البطالة، وسئموا من انتظار استجابة الحكومات المتعاقبة لمطالبهم بالتوظيف المباشر، وهم من الشباب المعتصمين في ملحقة وزارة التربية الوطنية بالرباط منذ بداية يناير/كانون الثاني 2012.
وبيَّن أن الإنسان الذي يبدّد حياته شخص فاقد للأمل بالرغم من أنه من المفروض أن يكون الشباب مُفعماً بالأمل، وإلا ماذا ننتظر من فئات وأجيال أخرى غير الشباب. متسائلاً بدوره كيف يتسلم هذا الشباب زمام المجتمع وقيادته، وهو يعطي هذه الصورة السلبية عن نفسه من خلال إحراق جسده.
وأفاد أيضاً بأنه لا يليق شرعاً بشاب أن يستسلم مضحياً بحياته وروحه دون تقدير العواقب والمآلات، بينما ينتظر محيطه القريب أو المجتمع الذي ينتسب إليه أن يكون هذا الشاب رمزاً للنضال والمواجهة، فإذا به يُعدم نفسه بهذه الطريقة المجانية، على حد تعبير الأخصائي في الفقه.
وزاد بلاجي بالقول إن الجميع يتفهم الصعوبات التي يعيشها الشباب المتعلم والعاطل عن العمل، لكن ذلك لا يسوغ لهم أن يضحوا بغاية ومقصد من أهم المقاصد، وهو الحق في الحياة، موجهاً النداء إلى هذا الشباب بأن يعطي دروساً في الأمل للمجتمع الذي يحتاج إلى خدماته وحضوره.
وخلص إلى أنه ينبغي أن يتضافر الخطاب الثقافي والإعلامي والشرعي والحقوقي أيضاً، من أجل إكساب الثقة بنفوس الشباب وإرجاع الأمل في دواخلهم، موجهاً نداءً خاصاً إلى المنظمات الحقوقية التي مافتئت تندد بالقوانين التي تعدم الحياة حتى تهتم هي أيضاً بحالات هؤلاء الشباب الذين يعدمون حياتهم، بداعي اليأس من الحصول على وظيفة في القطاع العام.
يُذكر أن بضعة شباب مغاربة حاصلين على شهادات عليا أحرقوا أجسادهم بعد أن أعيتهم البطالة، وسئموا من انتظار استجابة الحكومات المتعاقبة لمطالبهم بالتوظيف المباشر، وهم من الشباب المعتصمين في ملحقة وزارة التربية الوطنية بالرباط منذ بداية يناير/كانون الثاني 2012.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق