الاثنين، 21 فبراير 2011

يخرب بيت أبوك.. يا فيسبوك


130 ألفا و380 منضما مغربيا جديدا إلى الموقع الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي!
لو كان حسني مبارك يعرف أن الموقع الاجتماعي فيسبوك سيجعل منه «ملطشة للي يسوى واللي ما يسواش»، كان منعه في أرض الكنانة، وخنق الانترنيت أو اغتال صاحبه مارك زوكربورغ وقطع لسانه من «لغلوغو» كما يقول ناس ثورة الفل. فقد لعب الموقع الالكتروني الذي كان الساسة والأنظمة العربية، قبل وقت قريب، يستهينون به، وبالدور الذي يمكن أن يلعب، واعتبروه «لعب عيال صايعة» و»شخبطة» أطفال همهم الوحيد التعارف والتلاقح وأشياء أخرى.
أما اليوم، فقد توجهت الأنظار إلى هذا الموقع العجيب، وأصبح مركز الكون، وحديث الجميع، وبعبع المخابرات وأجهزة الاستعلامات في كل مكان حتى غدا عدد المخبرين و«البركاكة والشكامة» في الفيسبوك أكثر من عدد المنخرطين «المدنيين». فتكاثفت مجموعة من المصريين والتونسيين من الصفوة في مجموعات نظمت نفسها بشكل محكم، في إطلاق شرارة انتفاضتها ضد أنظمة ديكتاتورية، في وقت كانت فيه أحزاب تسمى «معارضة» لا تفتح فمها إلا عند طبيب الأسنان، جعلت فيسبوك يعج بالمجموعات التي لها قاسم مشترك هو الحق في الحرية ومزيد من الديمقراطية والمطالب الاجتماعية والسياسية. وكانت ثورة الياسمين التي أطاحت بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي فاتحة نصر لكل هؤلاء من أجل التنظيم، وأعطت دفعة من أجل الانتشار ووضع أنظمة أخرى هدفا لها.
هكذا إذن تحول الموقع الشهير من مجال لاقتناص الفتيات إلى اقتناص الأنظمة العربية المريضة التي تعيش حالات الاستثناء وقانون الطوارئ على مدى عشرات السنين، وكأن لسان حال الملايين من المنخرطين هو «فيسبوك حتى النصر».
آخر الإحصاءات تقول إن فيسبوك تمكن اليوم من جمع أكثر من 450 مليون منخرط، من بينهم 15 مليونا في فرنسا وأكثر من مليوني منخرط في المغرب منذ انطلاقته في 4 فبراير 2004. كما وضع مالكه مارك زوكربيرغ البالغ 26 سنة في الرتبة 212 في سلم أثرياء العالم بثروة تفوق أربعة ملايير دولار جمعها في ظرف ست سنوات. أكثر من هذا، عرف المغرب أعلى نسبة انخراط في الفيسبوك في العالم كله بنسبة كبيرة وصلت 130 ألف و380 منضم جديد إلى الشبكة الاجتماعية المثيرة للجدل، خلال الأسبوع الماضي فقط! مع الأخذ بعين الاعتبار عدد السكان، وبالتالي احتل المغرب الرتبة الأولى أمام المكسيك ورومانيا وقبرص وغيرها من البلدان.
وفي فيسبوك عجائب وغرائب أيضا، إذ تمكن المرحوم مايكل جاكسون مثلا من جمع 11 مليون صديق !، والرئيس الأمريكي باراك أوباما 8 ملايين صديق، وكوكا كولا لها 5 ملايبن صديق والممثلة ميغان فوكس 6 ملايين صديق ... وكما هناك مجموعات للثوريين الجدد هناك مجموعات أخرى ل»المشعكين» و»المخربقين» من كل صنف. هكذا هو الفيسبوك إذن: ضحك ولعب وجد وحب ...
ويحق اليوم لكل الطغاة وللمستفيدين من قانون الطوارئ، وحظر التفكير، وخنق المعارضة ولجم الأحزاب، ودعاة الصوت الواحد أن يرتعدوا ويقولوا بلا خجل كما قال أسلافهم: «يقطع الفيسبوك وسنينو».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...