الأحد، 16 يناير 2011

الإحتلام .. صحة أم مرض؟



مجموعة من الأطباء العرب والعالميين
هي ظاهرة صحية في سن الشباب، إذا كانت في حدود المعقول أما إذا زادت على ذلك فهي مرضية وهنا يجب التدخل وطلب العلاج.
فما هي الحدود التي يكون معها الإحتلام طبيعياً وما هي المظاهر التي تدل على أنه حالة مرضية؟
هذه هي الإجابة العلمية بالتفصيل:
الإحتلام أثناء النوم يحدث في الذكور طبيعياً منذ حدوث البلوغ وأثناء فترة الشباب وأحياناً بعد هذه الفترة. ومن المعروف أن فسيولوجية هذا الإحتلام مصحوبة بأحلام جنسية وأن تعدد مرات حدوث هذه الظاهرة يختلف من شخص لآخر، ومن وقت لآخر. وقد يحدث الاستحلام لمدة شهر أو أكثر بعد تكراره مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، وهذا يعتبر طبيعياً وليس مرضياً.
ولعل سبب هذه الظاهرة قد يكون نفسياً أو فسيولوجياً فمثلاً كثرة التفكير في الجنس أثناء النهار أو قبل النوم ومشاهدة الصور والأفلاما لجنسية قد تؤدي إلى حدوث الإحتلام ليلاً كما أن احتكاك الأعضاء التناسلية أو تكرار اهتزازها كثيراً، قد يسبب حدوث الإحتلام أو كثرة مزاولة العادة السرية أو الإصابة سابقاً بالسيلان أو أي أمراض ميكروبية أو فيروسية أو طفيلية، وأحياناً كثرة الاحتلام تحدث في بعض الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية.
ويلاحظ أنه لا يوجد خط واضح محدد وفاصل لمعرفة ما إذا كان هذا الاحتلام مرضياً أو طبيعياً فسيولوجياً، فقد يكون الشخص سليماً ولا يحدث له أكثر من الإحتلام لمدة أشهر وآخر قد يحدث أكثر من إحتلام في الأسبوع. وقد يلاحظ عدم إصابة كل من هذين الشخصين بأي أعراض أو مضاعفات وهذا يعتبر طبيعياً في كلتا الحالتين.
وأحياناً قد يشعر الشخص بإجهاد وتعب وإرهاق في صباح اليوم التالي وأحياناً بصداع في الرأس وآلام في الظهر أو في المفاصل وأحياناً يكون ذلك مصحوباً باضطرابات نفسية كالشعور بالكآبة. وقد يشعر أيضاً بأعراض أخرى مثل آلام خلف العينين واضطرابات في البصر. كل هذا يكثر حدوثه عند الأشخاص المرهفين حسياً والذين يبالغون في اضرار فقدان هذا السائل الذي يظهر عند الاحتلام وينظرون إليه على أنه سائل الحياة وأن فقدانه سوف يؤثر عليهم جنسياً وفي قوة الإنجاب، وهذا بطبيعة الحال وهم كبير وليس له أي أساس من الصحة.
لذلك يجب على الطبيب المختص أن يعمل على مناقشة مريضه مناقشة ودية صريحة وأخوية ويجب أن يعلمه ويؤكد له ويعطيه الثقة بأن الاحتلام ظاهرة فسيولوجية طبيعية وهي لا تدل على أية اضطرابات أو ضعف جنسي وهي لا تؤثر على قوة الانتصاب أو الإنجاب عند الزواج.
وقد يكون هذا كافياً لإزالة هذه المخاوف، وقد توصف للمريض مقويات عامة وذلك للتغلب على ما قد يحدث من الشعور بالضعف والإرهاق. أما إذا زاد الاحتلام عن حده أي أصبح يومياً فقد يؤدي إلى توتر الحالة النفسية والمعنوية والصحة العامة للجسم، وهذا قد يؤدي إلى فقدان القوة البشرية ونقص في قوة الاحتمال والتركيز على العمل اليومي.
وهنا يجب أن يتدخل الطبيب المختص علاجياً لأن هذا قد يكون ناتجاً عن ضعف أو تراخٍ في العضلات القابضة للحبل الناقل للسائل المنوي أو اضطرابات في مركز الأعصاب المسؤول عن عملية قذف السائل المنوي، أو سائل البروستاتا والحويصلات المنوية أو احتقان أو التهاب في غدة البروستاتا أو غدتي الحويصلات المنوية اللتين تقعان فوق البروستاتا وتحت المثانة. وبعد الكشف الدقيق على المريض إكلينيكياً فقد يوصي بعمل تحليل البول وإفراز البروستاتا والحويصلات المنوية أو تحليل لنفس سائل الاحتلام واكتشاف سبب الاحتلام. وعلاجه قد يؤدي غالباً إلى شفاء المريض وقد يشكو المريض من كثرة الاستمناء وكثرة الاحتلام والقذف المبكر معاً.
وقد يلاحظ ان كثرة الاحتلام عند البعض قد تؤدي إلى القذف المبكر وإن كثرة ممارسة الاستمناء قد تؤدي إلى الضعف والعجز الجنسيين.
ويجب الكشف الدقيق على الشخص الذي يشكو من الاحتلام وتوعيته بأن الاحتلام عموماً ظاهرة صحية طبيعية وليست ضارة ولكن هي مفيدة أحياناً للشخص إذا كانت في الحدود المعقولة الطبيعية. أما إن زادت عن حدودها العادية فيجب معرفة العوامل المسببة والكشف على الصحة العامة والجسمانية والنفسانية والعصبية والكشف على غدة البروستاتا والحويصلات المنوية وتحديد السبب وعلاجه.
ويجب إرشاد الشخص إلى ممارسة الرياضة أياً كانت ما عدا ركوب الخيل والدراجات وكذلك الموتوسيكلات كما أنه يجب تشجيعه على القيام ببعض الرحلات في الهواء الطلق بخلاف تشجيعه على الهوايات المختلفة وذلك حتى يظل دائماً مهتماً ومشغولاً بهذه الهوايات المفيدة.
أما من ناحية غذاء المريض فيجب أن يكون بسيطاً وأن يمتنع عن أكل الأطعمة المحتوية على البهارات والإقلال من النشويات والدهنيات وخصوصاً إذا كان بديناً أو يقترب من البدانة وأن تكون وجبة العشاء خفيفة. كما يجب إرشاد المريض بعدم إثارة نفسه والبعد عن التركيز على أعضائه التناسلية وتجنب قراءة الروايات الجنسية ومشاهدة الأفلام والصور المثيرة جنسياً.
كما انهي جب الكشف على الأعضاء التناسلية لاكتشاف زيادة حساسية جلد العضو التناسلي أو وجود ضيق في الحشفة .. حتى يمكن معالجة كل منها.
وينصح المريض بألا ينام والمثانة والمستقيم في حالة امتلاء فيجب تفريغهما قبل النوم ويجب معالجة أي إمساك يشكو منه المريض كما يجب إرشاد المريض إلى أن يقوم في أي وقت ليلاً لكي يبول عند شعوره بالحاجة.
وينصح المريض بالبعد عن الملابس الضيقة كالبنطلونات والملابس الداخلية وذلك لتجنب حدوث زيادة واستمرار احتكاك الأعضاء التناسلية بما قد يؤدي إلى حدوث احتقان في غدة البروستاتا والحيوانات المنوية، مما قد يؤدي إلى كثرة حدوث الاحتلام.
وإذا شكا المريض من كثرة حدوث الاحتلام وخصوصاً أثناء نومه على ظهره فينصح بلف فوطة على وسطه وعقدها من الخلف في أنحاء ظهره فإن ذلك يساعده على أن ينام على جنبه وقد تنتج كثرة الاحتلام عن التهابات في قناة مجرى البول الخلفية أو البروستاتا فيجب علاج كل منهما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...